روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات طبية وصحية | الطفل العنيف.. أسباب العنف وعلاجه

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات طبية وصحية > الطفل العنيف.. أسباب العنف وعلاجه


  الطفل العنيف.. أسباب العنف وعلاجه
     عدد مرات المشاهدة: 7151        عدد مرات الإرسال: 0

العنف يعتبر غريزة إنسانية، لكنه أيضًا إلى حد كبير سلوك مكتسب يجب التحكم فيه وتوجيهه بشكل صحيح. ولم يثبت أن العنف صفة وراثية، لكن غالبًا الأِب العنيف أو الأم العنيفة سيكون طفلهما عنيفًا بكونهما النموذج الذى يحتذى به طفلهما. الحقيقة أنه سواء ولد طفلك بميل للعنف أم لا، فإن كثيرًا من العوامل التى يمر بها على مدار حياته ستؤثر فى تكوين شخصيته، وللعنف أسباب منها وجود أب عنيف أو أم عنيفة، ففى حالة ظهور أحد الوالدين سلوكيات عنيفة عند الغضب، سيعتقد الطفل أن هذه هى الوسيلة الصحيحة للرد على أى موقف مثير للغضب، كذلك افتقاد التوجيه السليم، فالأطفال لا يولدون وهم يعلمون السلوكيات المقبولة اجتماعيًا، فهم يحتاجون دائمًا لأن نعلمهم ونذكرهم كيف يعبرون عن أنفسهم بشكل صحيح فى كل المواقف.

الإخفاق فى ذلك سيؤدى إلى صعوبة السيطرة على الطفل، أما بالنسبة لمستوى الضغوط فى الأسرة فإن عدم الأمان وافتقاد الحب وعدم استقرار الجو الأسرى، وما قد يصاحب ذلك من شجار وصراخ يحزن الأطفال ويجعلهم عصبيين ومفتقدين للأمان. هذا قد يؤدى إلى عنف الطفل وعدوانيته تجاه الأطفال الآخرين، وكذلك تعزيز العنف عند الطفل، فقد يعزز الوالدان سلوك الطفل العنيف إذا شعر الطفل بسعادة أو ابتسامة على وجه أحد والديه، عندما يتصرف بشكل عنيف فى موقف معين.

قد يظن الوالدان أنهما بهذه الطريقة يربيان طفلًا صلبًا يستطيع التعامل مع جميع المواقف، أما الغضب المكبوت فإذا كان الطفل يُمنع دائمًا من التعبير عن غضبه، سيشعر بالغيظ والإحباط، وسيؤدى ذلك إلى العنف. يجب أن يكون الهدف هو تعليم الطفل الطرق الصحيحة للتعبير عن المشاعر السلبية، وليس تعليمه كيف يكبت مشاعره، وعن الطفل المحبط فإنه لو لم يتم إشباع احتياجات الطفل من الحب والرعاية والفهم، سيؤدى ذلك إلى شعوره بالإحباط، مما قد يؤدى إلى العنف، وكذلك البرامج التليفزيونية العنيفة، فالدراسات قد أثبتت أن العنف الموجود ببرامج التليفزيون يؤدى إلى عنف الأطفال بثلاث طرق:

أولًا، التعلم عن طريق الملاحظة وهو أن يقوم الطفل بتقليد ما يشاهده فى التليفزيون.

ثانيًا، ضعف الحساسية تجاه العنف، وهو عندما يصبح الطفل أقل حساسية تجاه العنف ويشعر أنه شىء طبيعى.

وأخيرًا، قلة الموانع ضد العنف لدى الطفل.

 وللأم الدور الأهم فى علاج عنف الأطفال، وهذه بعض النصائح:

- كونى نموذجًا إيجابيًا.

- تحكمى فى نفسك عند التعامل مع مشاعر الغضب والمواقف المثيرة.

- تجنبى الانفجار والعنف.
- استخدمى الحكمة والمنطق عند شرح الأشياء لطفلك على سبيل المثال، بدلًا من أن تقولى بصوت مرتفع ومفاجئ "لا تضرب فلان!"، قولى، "الضرب يؤذى الآخرين، لا تمد يديك."

- لا تستخدمى العقاب البدنى، فاستخدام العقاب البدنى يعطى للطفل انطباعًا بأن استخدام العنف أمر مقبول عند الغضب.

- احرصى على الثبات فالثبات يجعل الطفل يعرف ما هو المتوقع منه فى جميع الأوقات. على سبيل المثال، إذا عاقبت طفلك اليوم لأنه ضرب صديقه، لا تجعلى المسألة تمر دون عقاب إذا فعل نفس الشىء فى اليوم التالى.

- تفهمى مزاج طفلك وتصرفى على هذا الأساس، إذا كنت تعرفين أن طفلك من النوع الذى يثار بسهولة، ابحثى عن طرق لإبقائه هادئًا وتجنبى الأشياء التى تثيره.

- لا تكبتى غضب طفلك الهدف هو مساعدة طفلك على استخدام الأساليب الصحيحة عند التعامل مع المشاعر السلبية.

- أوضحى له طرقًا مقبولة للتعبير عن نفسه دون عنف.

- راقبى البرامج التى يشاهدها طفلك، وحددى كم الوقت الذى يقضيه أمام التليفزيون، حيث إن البرامج والأفلام العنيفة ستؤثر على طفلك، فتجنبيها.

- كافئى السلوك الجيد وعبرى لطفلك عن حبك واهتمامك فالمدح دائمًا دافع جيد لتشجيع طفلك على التصرف بالشكل الصحيح.

- أظهرى لطفلك حبك واجعليه يشعر بالأمان وبأنه محبوب، فإن افتقاد الطفل للحب والاهتمام قد يجعله يشعر بالوحدة والعزلة.

- نظمى حياة طفلك اليومية لكن لا تثيرى نشاطه أكثر من اللازم الطفل يحتاج للاسترخاء. إن إثارة نشاط طفلك أكثر من اللازم قد يجعله متوترًا ومرهقًا، وقد يؤدى فى النهاية لإثارة مشاعر العنف لديه.

- لا تستمرى فى الانتقال بطفلك من مكان إلى مكان طوال اليوم ولا تقضيا كل اليوم خارج البيت دون أن تسمحى له بالراحة.

- اجعلى هناك توازنًا بين الروتين والاستقلالية.
إن وجود بعض الروتين فى حياة الطفل اليومية يجعل الطفل يعرف ما الذى سيحدث، ويساعده على البقاء هادئًا وتحت السيطرة، لكن تمتع الطفل كل يوم ببعض الاستقلالية يعطيه مساحة من الحرية لكى يفعل ما يشاء (مع الوضع فى الاعتبار أن تكون هذه الأشياء مقبولة) وفرصة للقيام ببعض الاختيارات لنفسه.

- اجعلى هناك متنفسًا لتفريغ طاقة طفلك عن طريق الاشتراك فى النوادى أو مراكز الشباب لطفلك لتفريغ الطاقة الزائدة لديه فى الرياضة التى يحبها، مما يجعله أكثر هدوءًا وأقل عنفًا.

الكاتب: دكتور هشام عبد الفتاح

المصدر: اليوم السابع